الجمعة، 28 سبتمبر 2012

سر الروحانيات


السر الاكبر هو الانسان نفسه ففي كل انسان هناك قوة رهيبة يمكن بواسطتها تحقيق ما تشاء وليس لها أي حدود , انها لا تلتزم بقوانين العالم ذي الابعاد الاربع , فليس هناك طول او عرض او ارتفاع او ماضي او حاضر او مستقبل فكل شيء فيها سواء وليس هناك أي حدود اطلاقا , ولكن الشيء الوحيد في هذه القوة انها ليست عاقلة ولا ذكية هي كم هائل من الطاقة التي لا يعرف ماهيتها وكيفية عملها انها تفعل فقط كيف ( الله اعلم ) .

ولكن وكما انها لا تلتزم بقوانين الابعاد الاربعة كذلك لا تلتزم بالمتعارف في الخطاب أي التفكير والطلب حسب الكلام او اللغة فلها لغتها الخاصة التي عرفها القدماء منذ القدم ونوهوا لها واشاروا ورمزوا وكتموا واعطوا النتائج بدون تفصيل اما لانهم لم يعرفوا حقيقة ما هي او انهم التزموا بعشقهم القديم ( الاسرار ) .

طرق توجيه القوة
يمكن تمثيل هذه القوة بأخوين تؤمين احدهم ذكي وفصيح وماهر لكن ضعيف والاخر غبي واخرق واهبل ولكنه قوي جدا , وقد سيطر الاول عليه بذكائه وسجنه في غرفه مظلمة لا يراه فيها الناس ولا يراهم بحيث لم يعد يفقه لغتهم واساليب تواصلهم , ولم يستطع الثاني رغم كل قوته الهائلة ان يتخلص من اخيه الذكي , ولكن هناك عدد من الطرق يمكن الوصول بها الى هذا القوي وبعد ذلك محاولة توجيهه للمطلوب , أي ان المفروض اتباع طريق ذو خطوتين للوصول لذاك القوي وتوجيهه للمطلوب:

فأما الخطوة الاولى :فقد ابتدع القدماء الكثير من الطرق يمكن ملاحظة اشتراكها بنقطة معينة وهي ( تخدير العقل ) .
لاحظ معي
الرياضة تهدف الى الامتناع عن اكل وشرب الحيوانات وما خرج منها , وبمعنى اخر كل ما ( يتنفس الاوكسجين ) واذا علمنا ان اللحوم تسبب طاقة كبيرة للدماغ وتجعل نبضاته الكهربائية في نشاط زائد , نجد ان المطلوب هو اضعاف او تقليص نشاط الدماغ .

الخلوة : أي الانفراد في مكان بعيد عن الضوضاء وبعيد عن الناس وجميع المخلوقات ولم يعط القدماء سبب مقنع لهذا الامر , الا ان لاحظنا ان الانفراد وعدم الاختلاط يتسبب في تقليص نشاط الدماغ فأذا كنت وحدك فلن تفكر بصورة عشوائية ولن تكثر النبضات الكهربائية في دماغك سيتقلص النشاط لجهه واحدة فقط وهذا هو المطلوب .

البخور : الكثير ممن يشعل البخور يختنق به وهذا يدل على فساد البخور وعدم اصالته لان البخور الجيد لا يسبب الاختناق فنسبة ثاني اوكسيد الكاربون به قليله جدا , ولكن ما يخنق يدل على زيادة ثاني اوكسيد الكاربون او حتى احادي اواكسيد الكاربون بسبب الوقود ( النفطي ) او الحجري والنباتي غير الجيد , البخور الجيد يسبب تقليل نشاط الدماغ بسبب قلة وصول الاوكسجين وتنشق ثاني اوكسيد الكاربون بنسبه ضئيله لا تسبب الضرر ولكن تقلل نشاط الدماغ .
اذن لاحظ معي اخي العزيز ان كل الطرق وحتى التي فاتتني يهدف منها بالاساس تقليل نسبة الاوكسجين بالدماغ أي بمعنى اخر
((( اضعاف الاخ الذكي )))  للوصول للاخ الغبي الممتلىء بالطاقة.

وهناك طرق اخرى مثل:
التركيز : وتعريفه الصحيح افراغ العقل من جميع الافكار عدا الفكرة المطلوبة أي ليس بها قوة بل استرخاء كبير وتفكير بفكرة واحدة فقط, وكان هذا الاساس لكثير من الطرق الروحانية ومنها اليوغا التي اتبعت هذا الطريق الاسترخاء لدرجة الاغماء وتقليل نشاط الدماغ لاقل ما يمكن عن طريق التركيز بفكرة واحدة ( اوم ) صوت الكون.

الايمان : الاساس والاسهل والافضل يجعل الاخ الذكي يغض النظر عن مرور الافكار الى القوي واذا امنت بفكرة ما سرت بقوتها الايمانية بدون اعتراض , ونجد هذه الطريقة المقدسة في الاديان السماوية والموصى بها من كل الرسل وكان عيسى عليه السلام يقول دائما ( ايمانك قد شفاك ) مدللا ان الشفاء الذي يحصل هو شفاء ذاتي من المريض نفسه ولكن ايمانه الكبير انه ( قد شفي ) وليس ( سيشفى ) هي التي شفته ونجد انه عندما وصل للمدينة التي ولد بها والتي كان اهل المدينة يعرفونه كنجار لم يشفي بها احد لانهم لم يؤمنوا به , ونرى ايضا التركيز من الله سبحانه في القران على الايمان وكفى بهذه الاية دليل ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .

التوكيدات : وهي معروفة لكل دارسي العلوم الروحانية أي ترديد دعوة او عزيمة او قسم او كلمة معينة لعدد معين , والكثير من المتعاملين بالعلوم الروحانية يتكاسلون عن الاعداد الكبيرة للترديد او العزائم الطويلة , بسبب التعب الشديد والارهاق الذي يجلبه ترديد نفس الكلام لفترة طويلة , ولكن لو علمو ان السر هو هذا أي ارهاق الدماغ ( الاخ الذكي ) وتقليل نشاط النبضات الكهربائية , أي ان التوكيدات المضبوطة ضربت اكثر من عصفور بحجر واحد :
- ارهقت الدماغ من اجل تقليل نشاطه .
- ساعدت على التركيز لان المرهق لا يفكر سوى بأقل الافكار .
- وجهت الطاقة للمطلوب وخاصة ان كان معناها واضح.
وفي هذا التفسير نرى مدى ذكاء القدماء الذين اعتمدوا على كلمات اعجمية لا معنى لها للمستعمل , لان الكلمة اذا كانت ذا معنى قد تشغل الدماغ وتجعله يفكر ويشتق منها مما يزيد نشاطه , مثلا جرب واذكر كلمة مفهومة مثل ( الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ) وانظر الافكار التي ستتلاحق عن هذه الاسماء الجليلة مثل الايات التي تحفظها بنفس الاسماء او معنى الاسماء الخ ...
بينما جرب وقل ( اهيا شراهيا ادوناي اصباؤت آل شداي ) فأن لن تكن تعرف معناها فلن تتلاحق بذهنك الافكار وهي بنفس المعنى الذي ذكرناه لاسماء الله سبحانه وتعالى .
أي ان المطلوب هو :
-ارهاق الدماغ .
-تقليل نشاطه قدر الامكان .
-توضيح المطلوب بصورة مفهومة .
وقد يسأل شخص لقد رددت عزيمة ولم ارهق نفسي وتحقق المطلوب لذا اقول له ان القاعدة هي واحد من ثلاث
-التركيز
-الايمان
-التوكيد
استعمل ايها شئت او كلها ان اردت فالمطلوب واحد السماح بمرور الفكرة المطلوب .

ولكن هذا غير كافي لتحقيق المطلوب , فلا بد ان تكون الفكرة المطلوبة واضحة لتلك الطاقة الغبية التي لا تعرف سوى الفعل , وكما قلت سابقا ان هذه الطاقة لها لغة واحدة .

لغة القوة
هذه هي اللغة المطلوبة فأن مررت الفكرة الاتية:
( يا ليت ان رئيسي يرقيني ) فلا تتوقع ان يحصل شيء لان الطاقة ستتصور بهذه الفكرة وتضل تقول ( يا ليت يا ليت ) بينما لو مررت الفكرة الاتية:
( رئيسي رقاني الان ) فستتصور القوة بهذا الشكل وستجد الترقية بوسيلة لم تكن تتخيلها .
أي ان الثقة والتفائل والقوة ليست كلمات هراء او كلمات مثالية فقط بل هي ستجد التحقيق ان مررت جيدا الى تلك القوة .
اشعر بما تريد ان تكون ومرره بقوة وثقة انه حصل فستجده قد حصل.

 اذكر اني قرات كتاب حول علم النفس لمؤلف لبناني يسمى سمير شيخاني يذكر هذه الفكرة ولكن بأقتضاب اذ انه ذكر قوة الخيال وقال تخيل المطلوب ثم القيه كالكرة او بمعنى اخر تخيل ما تريد ان يكون ثم انساه , فقررت ان اجربها فعلقت خيط في السقف واغلقت كل منافذ الهواء , واخذت اجرب اثنين ( التركيز والخيال ) اذ اني كنت اتخيل الخيط وهو يتحرك وبمرور الوقت وبالتمرين اليومي بنفس الساعة اصبح الخيال قوي جدا بحيث كنت ارى الخيط يتحرك بعد تخيلي له , ولكن عندما اقترب منه وامسكه بيدي اجد ان حركته خيال ليس الا , الى ان حصل حادث غريب فأثناء هذا التمرين والتركيز على حركة الخيط سمعت صوت جعلني انشغل للحظة ونسيت الخيط , واذا به يتحرك بصورة حقيقية حتى اني عندما امسكته كان يتحرك , فقررت ان اطور هذه المهارة فجعلت اتخيل أي صديق لي واتخيل مكان وجوده في تلك اللحظة حسب معرفتي به واتخيل انه تحرك باتجاهي وبصورة رتيبة وبطيئة وبعد التركيز المعمق , احاول شغل ذهني بأي شيء يشغله وفي البداية لم يكن يحصل شيء ولكن بعد التمرين الطويل ونسيان تلك الفكرة بعد التركيز بها اسمع قرع على الباب واجد ذاك الصديق امامه .

أي ان الفكرة حسب هذه الطريقة كالكرة امسكها جيدا ثم ارمها فستتحقق بقدر القوة التي مررتها به عن طريق التركيز او الايمان او التوكيد .

لذا تجد هذه الافكار مجسدة بأغلب الدعوات الناجحة المشهورة انظر الى البرهتية التي لا يعرف معناها الصحيح احد فليست هي ارامية ولا سريانية ولا فارسية والا عبرية انها ببساطة كلمات الهدف منها ارهاق الدماغ بالترديد او التركيز او الايمان السر الثاني بها هو التوكيل , لاحظ تاكيد مؤلفي كتب الروحانيات على التوكيل في الكلمات الاعجمية فبينما تجد التأكيد ضعيف في الدعوات العربية او المفهومة , فبعد المرور لا بد من التصور بالحالة المطلوبة واروع دعوة وجدتها وجربتها ورايت النجاح الكبير بها هي :
الجلجلوتية
لاحظ التأكيد والثقة العظيمة بها لاحظ اللغة المحكمة التي تجعل الرجاء من الله وحدة ولكنها تؤكد على حصول المطلوب لاحظ هذا البيت :
وسهمي مصيب في العدو وقاتل وسري سريع والاجابة اسرعت

ثقة مطلقة لا رجاء ولا توسل بل ثقة , قل ما تريد حقاً ومرره سيتحقق وحسب قوة التمرير.

ولا تظن ان اللغة الكلامية هي وحدها المفهومة بل ان لغة الاشارة والرموز والتخيل قد تسري اسرع من الكلام بل كل ما هو غير مألوف لعقلك يكون اسرع , ولهذا تجد المقامر يفوز في اول مرة والروحاني ينجح في اول مرة , فعدم معرفة العقل بالحالة يجعله يمررها ولا يعترض عليها.
 كما اننا نجد هذه الافكار مجسدة في الدعوات المستجابة فقد ذكر عن الرسول الكريم ( ص) ان دعوه المظلوم مستجابة وان تخيلنا حالة المظلوم في لحظة ظلمة نجد انه له تركيز عظيم على ظلمة ويبقى السر في ثقته بحصول العدل , كما قال ان دعوة الام مستجابة , وان علمنا ان عقل الام يمرر الافكار المتعلقة باولادها بدون تعويق لانه من باب الايمان وهو مرور الفكرة التي لعقل الظاهر ثقة كبيرة بها , ويبقى السر بثقة الام بحصول الدعوة, .
ويبقى لنا اشرف الاتصالات واروعها , فلو تخيلنا ان الاخ الذكي يسجن اخيه القوي في حجرة مغلقة ويقف على الباب فلن يمر الا من سمح له او اذا نام او تعب ولكن ماذا عن الطرف الاخر من الحجرة فانت كانت هناك قوة تدخل من الطرف الاخر فلن تمر على هذا الحارس انها الاتصال العلوي .

الاتصال العلوي:
الاتصال العلوي يعني الاتصال من الجهة الاخرى التي لا يسيطر عليها العقل الظاهر الاتصال من ( الله سبحانه او الملائكة او الجن او المخلوقات الاخرى )
ولا يمكن السيطرة على هكذا اتصالات فهي تأتي من الجهة الاخرى وبكل قوة ولا تسمح للعقل بالتدخل فقط بالمرور ثانيا من الباب ليتعرف عليها الحارس ( العقل ) وربما خلط مع تلك الافكار ما يريد وربما بقيت نقية وكل ذلك حسب نشاط الدماغ .

خصائص القوة
ببساطة لا حدود معروفة لها خارجة عن العالم الرباعي الابعاد لا طول ولا عرض بها لا زمان ولا مكان ولا حدود اطلاقاً تتعرض كل لحظة لكل قوى الكون ومن يتمكن فقط من ترويض عقله الظاهر وتحويل رموز الطاقة الى ما يفهمه يمكن ان يأتي بالعجائب , التي هي عجيبة فقط لعقلنا ولكن هي بالنسبة لتلك القوة امر عادي فلا حدود هناك اطلاقا .

اذا ما الذي يجب ان يفعله الروحاني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حاول التدرب على احد وسائل مرور الافكار:التركيز / الايمان / التوكيدات
واتبع طريقة واحدة ان استطعت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق